علاج حساسية الفول السوداني مناعيا هل هو علاج نهائي؟




أفادت تقارير من وكالة بي بي سي نيوز أن علاج حساسية الفول السوداني هو علاج وقائي طويل الأمد وليس علاجا نهائيا حساسة الفول السوداني مرض يمكن أن تهدد حياة المصاب، وأثبتت الدراسات أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الحساسية الشديدة للفول السوداني هي تجنب الفول السوداني تمامًا ، وحمل أدوية الحساسة في الجيب أو الحقيبة لمواجهة الحالات الطارئة وذلك لعلاج ردود الفعل بعد أي إتصال عرضي للمريض مع الفول السوداني.

يتمثل العلاج المناعي في تناول عقاقير بالإضافة إلى كميات صغيرة جدا من الفول السوداني، وذلك بجرعات متزايدة و تحت إشراف طبي. إذا نجح العلاج المناعي، فإنه يستكون لدى المصاب "عتبة" أعلى لرد الفعل التحسسي، كما أنه يصبح أقل عرضة لرد فعل شديد إذا تناول الفول السوداني عن طريق الخطأ.

و في دراسة جديدة ، درس الباحثون البلازما التي تنتجها الخلايا البدينة (الخلايا التي يمكن أن تؤدي إلى رد فعل تحسسي) في الأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني، الذين خضعوا للعلاج المناعي. و أظهرت النتائج أن هؤلاء الأشخاص ظلوا يعانون من حساسية الفول السوداني، لكن ظهرت لديهم أجسام مضادة أثناء العلاج، وهي التي قللت من آثار رد الفعل التحسسي.
إستنتج الباحثون إن هذا يعني أن الأشخاص يتمتعون بالحماية فقط أثناء الاستمرار في العلاج.

دراسة العلاج المناعي للفول السوداني


كانت هذه دراسة مختبرية، استخدم فيها الباحثون خلايا من بلازما الدم لأشخاص عولجوا بالعلاج المناعي لحساسية الفول السوداني في دراسة سابقة. وكان الهدف من هذه الدراسة معرفة ما يحدث على المستوى الخلوي قبل وبعد العلاج، مما يساعد الباحثين على معرفة كيفية عمل العلاج  وليس التأكد من فعالية العلاج فحسب.

كيف جرى هذا البحث؟


في الدراسة السابقة، تم إعطاء 22 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 عامًا يعانون من حساسية الفول السوداني المعتدل إلى الشديد جرعات صغيرة جدًا من الفول السوداني ، وذلك تحت إشراف طبي حتى يمكن علاجهم إذا ظهرت عليهم أعراض الحساسية.
في نهاية الدراسة كانوا يتناولون ما يعادل 4 إلى 5 حبات من الفول السوداني في اليوم. ثم واصلوا بعدها على نفس هذه الجرعة.

في هذه الدراسة ، أخذ الباحثون عينات دم من 14 شخصا من هؤلاء المرضى. لقد استخدموا البلازما من الدم ونظروا بشكل خاص إلى الخلايا البدينة ، والتي هي مسؤولة عن رد الفعل التحسسي. و أجروا اختبارات من عينات قبل وبعد العلاج.

في مجموعة من الاختبارات ، تم "غسل" الخلايا البدينة لإزالة الأجسام المضادة من حولها ، قبل التعرض للفول السوداني.
و في مجموعة أخرى ، تم اختبار الخلايا البدينة وهي لا تزال محاطة بالأجسام المضادة.
كان هذا لمعرفة ما إذا كانت الخلايا البدينة نفسها قد غيرت في طريقة تفاعلها مع الفول السوداني ، أو ما إذا كان وجود الأجسام المضادة هو ما خفف من رد الفعل التحسسي لدى المصابين.

أهم النتائج


وجد الباحثون أن الخلايا البدينة المغسولة من الأجسام المضادة تتفاعل مع الفول السوداني بالطريقة نفسها ، سواء كانت في العينات المأخوذة قبل العلاج أو بعده.ومع ذلك ، بعد العلاج ، كانت الخلايا البدينة التي لا تزال تحتوي على أجسام مضادة في مكانها تتفاعل مع الفول السوداني أقل بكثير من الخلايا البدينة قبل العلاج.
هذا يشير إلى أن الأجسام المضادة المنتجة أثناء العلاج هي مفتاح الوقاية ، وأن الحساسية الأساسية لا تزال قائمة. وهو يعني أيضا أن المصابين قد يكونون بحاجة إلى الإستمرار في العلاج المناعي للحفاظ على إنتاج الأجسام المضادة الواقية.

كيف فسر الباحثون النتائج؟


قال الباحثون إن العلاج المناعي لحساسية الفول السوداني "يحفز الأجسام المضادة التي تثبط نشاط الخلايا البدينة لكنها لا تؤثر على الخصائص الوظيفية للجسم المضاد IgE الخاص بالحساسية" (IgEجسم مضاد يشارك في تفاعل الحساسية ويوجد في الخلايا البدينة).
وأضافوا: "إن الفهم الأفضل للآليات التي تقوم عليها استجابة المريض السريرية للعلاج سوف يساعد في معالجة مسألة ما إذا كان العلاج المناعي الفموي عن طريق الفم (OIT) يحث على التخفيف أو القضاء على التحسس عن طريق الفم على المدى الطويل، ويساعد في اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان المرضى المعالجون يمكنهم تناول الطعام الذي كانوا بسببه يعانون من الحساسية في السابق، أو يحتاجون إلى اتباع نظام OIT محدد على المدى الطويل".

خاتمة


قد يقدم العلاج المناعي مساعدة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية التي تهدد حياتهم ،و يقلل من حساسية الفول السوداني بحيث يكون لديهم احتمال أقل لتفاعل الحساسية الشديد تجاه تناول الفول السوداني عن طريق الخطأ. ومع ذلك ، فإن نتائج الدراسة تشير إلى أن الناس قد يحتاجون إلى الاستمرار في العلاج المناعي على المدى الطويل.
في الوقت الحالي ، لا يوجد علاج نهائي لحساسية الفول السوداني ويتعين على معظم المصابين بحساسية الفول السوداني تجنب تناول الفول السوداني.

ليست هناك تعليقات